الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

الاسلاميين مع تعليم المرأه؟ارسال نوال



مامشكلة الاسلاميين مع تعليم المرأه؟


اليوم واثناء مروري بمدرسة البنات القريبة من حينا مر بذهني ذلك الحادث البشع الذي ماتت فيه ١٥ بنت حرقاً في السعوديه، لأن السلطات الدينيه لم تسمح بهروبهن من خلال مخرج الحريق لأنهن لم يكن يرتدين لباساً مقبولٌ شرعياً اثناء فرارهن من الحريق، قصة هزت العالم وجلبت الانتباه الى عـُطل مزمن في العقلية الاسلاميه . تعليم المرأه لاقى معارضة شديدة من قبل المسلمين في جميع بلاد الرمال وكانت مملكة الرمال الكبرى احد اخر الامثله الحاضرة في هذا. ولكن هل هذه هي النهايه، هل تغير الاسلاميون وهل هناك اي امل للمرأه المسلمه في وجود الرجال المتدينون؟

في اقليم قندوز بشمال أفغانستان، ٨٠ طالبه تتسمم فيما تبين فيما بعد انه محاولة من متشددين طالبانين لأخافة الناس من تعليم بناتهن. بدأت الحاله عندما شعرت اولاً ١٣ عشر بنتاً بالمدرسه بالغثيان و الدوخه، ثم في اليوم التالي ٢٣ بنتاً اخريات اشتكين من نفس الشعور مع تذمر بوجود رائحة غريبة في الصفوف. بعد التحقيقات التي قامت بها وزارة الصحه الافغانيه و اخذ عينات من الدم الى المختبرات في كابل اعلن وحيد عمر المتحدث الرسمي لمكتب الرئاسه انها " عمليه ارهابيه" قام بها اعداء تعليم المرأه.


في وادي سوات بالمناطق القبليه في باكستان ٣٠٪ من بنات المدارس توقفن عن الدراسة بعد تهديد الملا فضل الله من خلال اذاعته الخاصه بقتل البنات اللاتي يرسلهن والديهن للمدارس. قام الاسلاميون بعد ذلك بتفجير وتدمير ١٣٤مدرسة بنات في تلك المنطقه تبقى منها ١٥ مدرسه فقط تعتبر نصف مدمره.

الجماعات الاسلاميه المتشدده التي تريد فرض قانون الشريعة الاسلاميه تريد اغلاق جميع مدارس البنات في المناطق التي يتحكمون بها كجزء من ذلك.

في اغسطس من سنة ٢٠٠٧ اصدرت جماعة طالبان وجماعة لاشكر اي اسلامي المهيمنتان على مناطق القبائل بشمال افغانستان امراً بإغلاق جميع المدارس الحكوميه و الخاصه مصحوباً بتهديد لأولياء الامور والمدرسين و المدرسات بالقتل ان هم خالفوا هذا الامر.



اعلن التهديد في خطب الجمعه ووضع تاريخ نهائي لتنفيذ الامر ١٥ يناير من سنة ٢٠٠٨. وان الجماعات الاسلاميه بعدها ستقوم بتدمير وتفجير مباني مدارس البنات وستقتل اية امرأة تطأ قدمها الشارع بدون لباس يغطيها بالكامل.

" ان تعليم البنات معارض للتعاليم الاسلاميه وينشر الابتذال في المجتمع" صرح بهذا شاه داوران احد زعماء الجماعات الاسلاميه بالمنطقه. يقول المعلمون العاملون في المنطقة بأن ليس لديهم اي خيارات سوى الامتثال خوفاً على حياتهم. في سنة ٢٠٠٨ وحدها دمر الاسلاميون بالحرق والتفجير ١٢٥ مدرسة حكوميه للبنات في سوات الذي كان يعتبر في الماضي مقصداً سياحياً شهيراً بباكستان و تعتبر ليبرالية بعض الشيء ولكنها الان صارت معقلاً للجماعات المتشدده.


قوات مولانا فضل الله شيخ الدين المتشدد تحارب القوات الحكوميه الباكستانيه في المنطقة التي سقط فيها كثير من الضحايا من المدنيين ومن الجيش الباكستاني وتشرد الالاف. مولانا فضل الله المعروف عند السكان بأسم " شيخ راديو" لأنه يبث خطبه الدينيه من خلال محطات اف. ام غير قانونيه بالمنطقه كان يبتز السكان لسنوات طويله لإجبارهم على التوقف عن ارسال بناتهم الى المدارس لكونها على حد قوله " تغرس القيم الغربيه" بين الاناث. قام مئات من المدرسين و المدرسات بتقديم استقالتهم اضافة الى الاف البنات الذين انسحبن من الصفوف الدراسيه.


كرد على الحملة العسكرية الحكوميه زاد الاصوليين الاسلاميين من استهدافهم لمدارس البنات. من عدد ٤٩٠ مدرسة بنات في المنطقه تم تدمير وحرق و تفجير اكثر من نصفها حتى الان، بينما -حسب مصدر تعليمي- نصف المتبقى معطلة بسبب احجام الاهالي من ارسال بناتهم للدراسه. ذكر مدرس اسمه غول حاضر بأن الاصوليين يستطيعون تدمير المدارس الباقيه متى متى شاءوا في غياب الحماية الحكوميه وقال ان بعض المدارس حولها المتشددون الى مدارس دينيه على نظام الكتاتيب او معاهد دينيه.

يحظر المتشددون في باكستان كذلك التطعيم ضد شلل الاطفال الذي ترعاه الامم المتحده بزعم انه يتسبب بالضعف الجنسي والذي ادى الى زيادة في الاصابات بين الاطفال.


لايقتصر استهداف الاسلاميين لمدارس البنات على وادي سوات، فقد قام الاصوليون بتفجير ١٠٠ مدرسة اخرى في اقليم وزيرستان الامر الذي ترك عشرات الالاف من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين ٥ و١٥ سنه بدون فرص تعليم. في جميع المناطق التي يسيطر عليها الاسلاميون تكون اولاوياتهم انشاء محاكم شرعيه لقتل الناس وارهابهم، ومن ثم استهداف النساء والفتيات. الجدير بالذكر ان الاسلاميين في العراق استهدفوا بنات المدارس الغير محجبات وقد اغتيلت بعض البنات المسيحيات اثناء تلك الاحداث، في غزه والمناطق التي تسيطر عليها حماس تجبر بنات المدارس ايضاً على الحجاب.

ماهو السر في استهداف الاصوليه لمدارس البنات؟ انه شيء غائر في الثقافة الاسلاميه يعود الى اصول قبلية صحراويه تبناها الاسلام. فالتعليم يعطى الفتاة القدره على القراءة و الكتابه، مما يعنى انها ستكون قادرة على الاتصال بغيرها من خارج عائلتها، ،الذي يعنى حريتها واستعمالها لعقلها... وهو الشيء المرعب والمخيف للرجل المسلم الذي لايحتمل استقلالية المرأه.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق