الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

عن جسد امرأة

عن جسد امرأة

بقلم: نادية خلوف  

الذي يتحدث عن جسدي رجل مسنّ ملتح يقدم برنامجه على قناة فضائية. هذا ما قالته لي صديقتي الشابة التي أصيبت بالقلق والرهاب من الفضائيات. هي قصة أنثى يتحدّث رجل عن جسدها " العورة " بتفاصيل جعلتها تخاف من الحياة.
قالت: إنه يرعبني. يهدّدني بأنّ الله سيعاقبني لأنني كلي خطيئة. أراه في نومي يشير بسبابته لي، ويقول : أنت يا ذات الجسد الفتي أين ستهربين من ملاحظاتي؟ سأتفنن في تحريم الحياة عليك كي تصليني على رغيف خبز. سألتني: أن أنصحها. قلت لها اجعلي والدك يمنعه، فهو رجل مثله. قالت: للأسف، ذهبت إليه بعد أن نام إخوتي. أصبحت أخافه هو الآخر. رأيته يشاهد برنامجا على محطة لا أعرف اسمها وفيها تفاصيل عني بشكل أرعبني. هو والمسنّ وجهان لعملة واحدة. لا أعرف كيف أتصرف؟ قلت: فاتحي والدتك في الموضوع. قالت: حاولت لكنني عندما ذهبت إليها عصراً رأيتها ترى برنامجاً لشيخ آخر يقدم نصائح للمرأة من أجل دخول الجنة ويأمرها أن يكون زوجهاهوالمعبودالثاني بعد الله.
لم أستطع تقديم النصح لصديقتي الشابة. مضت إلى حال سبيلها. بعد فترة لم أرها فيها، أردت الاطمئنان عليها، فقصدت منزلها.
قالوا لي: تزوجت والحمد لله. طلبت أن أراها. رفضت في البدء، لكنها عادت وطلبت أن تزورني. قالت: عافاني الله. جلست معها. لم تكن تحدثني، بل تهمس في أذن رجل مسن، ثم ينقل هو إلي الحديث. سألتها: لماذا لا تتحدث هي؟ أجابتني بأنها أصبحت من المؤمنات. ستكون الجنة من نصيبها، لأنها تطيع زوجها، وتغطي جسدها، ولأن صوت المرأة عورة وكذلك جسدها. ولكوني غير ملتزمة مثلها فلا يحقّ لها أن تسمعني صوتها! لم أنبس ببنت شفة. لكنها حدثتني بواسطة الرجل أنّ كل متاعبها النفسية قد حلّها الإيمان.
قلت الحمد لله أنك لم تعودي تخافين ذلك الشيخ الذي قلت أنه يتحدّث عن جسدك. قالت : وكيف أخاف منه، وهو، الآن، زوجي الذي هداني إلى طريق الصلاح. سألتها: أهذا هو؟ أجابت: نعم. ثمّ، أكمل الرجل حديثه معي عن جسدي أنا. قال لي: لا حياء في الدين. تحدث إلي وهو يخفض ببصره إلى الأرض. طلب منّي التوبة. فتّشت ماضيّ، لم أجد شيئاً فعلته يستحق التوبة بل إنني أستحقّ الرحمة والشفقة. لكنّه أكّد لي أنّني خاطئة دون قصد. أصرّ على هدايتي.
من يومها، وأنا أبتعد عن الحياة كي لا أدخل النار لأنّ جسدي مخطئ دائما. وإذا احتجت لمن يتحدّث عن شكواي فلا بدّ أن يكون رجلاً وليس أنا.
عليّ أن أفقد الرغبة في كلّ متع الدنيا لأمتعه. هو حق شرعيّ له!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق