الخميس، 4 نوفمبر 2010

امرأة مع الختان

امرأة مع الختان
<>

في السادسة من العمر، أخضعت السيدة امينة بدري للختان

تستضيف العاصمة البريطانية لندن خلال هذا الأسبوع ندوة كبرى حول موضوع ختان النساء، وفي ما يلي تقرير عن حوار أجرته سيندي جون، من بي بي سي نيوز أونلاين، مع إحدى النساء عن تجربتها مع هذه العادة
يظل صراخ الشقيقة الصغرى لأمينة بدري في يوم ختانها أحد الذكريات المتوقدة في ذاكرتها
تقول أمينة: لقد ذهبت وشقيقتي سوية لهذه المناسبة، وقد بدأوا بأختي. حدث ذلك حين كنا صغيرتين جدا، لكنني ما زلت أذكر أنها بدأت تصرخ، فقد كان عمرها يناهز الخامسة بينما كنت أنا أكبرها بسنة واحدة، وأتذكر أنني شعرت بالألم لما حان دوري

<>
مضاعفات الختان تبدأ في الظهور مع بلوغ سن الحيض، بحيث إن النساء يشعرن بألم بالغ لأن الدم لا يخرج بسهولة. إلا أن الطين يزداد بلة في لحظة الولادة، لأنه يتعين جرحهن ثم يتم التأكيد على ضرورة ختانهن من جديد وخياطتهن مرة أخرى
أمينة بدري
يجري ختان الفتاة في الغالب من أجل ضمان أن تكون امرأة وفية لزوجها في المستقبل، لكن أسرة أمينة بدري المتحررة لم تكن موافقة على هذه الممارسة
فبالرغم من أن العائلة قبلت بختان فتاتيها لإسكات ألسنة الناس، فإن أمينة وشقيقتها تلقيتا أرحم أشكال الختان الذي يتم فيه قطع جزء من البظر
لكن السيدة أمينة تقول إنه بالرغم من ختانها، فإن ذلك لم يجنبها سخرية الفتيات الأخريات اللائي أخضعن لأقسى أنواع الختان
ويتمثل ذلك النوع في نزع العضو التناسلي بكامله، وخياطة الأجزاء العليا من الفرْج، بحيث لا تترك سوى فتحة صغيرة لخروج البول ودم الدورة الشهرية
تقول أمينة: لقد كانت قريناتي في المدرسة يسخرن من أنني لم اخضع لهذا النوع من الختان، فما جرى لي لم يكن شيئا بالنسبة لما جرى لهن
<>

في بعض الأحيان يكون الختان أحد شروط الزواج

وقد كانت أمينة وشقيتها آخر من جرى ختانهما من نساء العائلة، بحيث أن هذه العادة لم تطبق على أية من ابنتَي أمينة
وفي أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي، بدأت عائلة أمينة حملة لمحاربة هذه العادة، حيث سافرت في مختلف ربوع السودان لإقناع الآخرين بضرورة الكف عن هذه الممارسة
وتقول السيدة أمينة إنه من المعتقد أن أقلية من الأسر السودانية هي التي لا زالت محافظة على عادة ختان بناتها
غير أن إحصاءات صادرة عن المنظمة العالمية للصحة تشير إلى أن نحو مئة وثمانية وثلاثين مليون امرأة وفتاة من مختلف أرجاء العالم قد جرى ختانهن
آثار جانبية
ويبدأ ختان الفتيات في الثالثة من العمر، إلا أن سن القيام بهذه العملية يختلف حسب الثقافة والمجتمع
ويقول العاملون في المجال الصحي إن عمليات الختان تجرى غالبا ي ظل ظروف غير صحية
ويضيفون أنه من الناذر أن يستخدم البنج في هذه العمليات، كما أن الأدوات المستعملة لقطع الظبر كالشفرات وسكاكين المطبخ والمقصات وقطع الزجاج، غالبا ما تكون غير معقمة، وفي بعض الأحيان يتم استخدامها في ختان أكثر من فتاة، مما يزيد من احتمالات انتقال العدوى
وفي بعض الحالات القصوى تموت الفتاة نتيجة لنزيف الدم أو التعفن أو الصدمة
<>

في الغالب يكون الختان بأدوات بدائية

وأشارت السيدة بدري إلى أنها عانت من مضاعفات ناجمة عن الختان، لكن بعض صديقاتها اللائي تلقين أصعب أشكال الختان لا زلن يعانين من الانعكاسات الجانبية
وقالت: لقد بدأت المضاعفات في الظهور مع بلوغهن سن الحيض، بحيث إنهن شعرن بألم بالغ لأن الدم لم يكن يخرج بسهولة. إلا أن الطين يزداد بلة في لحظة الولادة، لأنه يتعين جرحهن ثم يتم التأكيد على ضرورة ختانهن من جديد وخياطتهن مرة أخرى
وتقول جمعية فورورد، وهي منظمة بريطانية غير حكومية تتولى تنظيم ندوة محاربة ختان الفتيات التي تستضيفها في لندن، إن حوالي 15 ألف فتاة في بريطانيا يواجهن احتمال الخضوع للختان
وبالرغم من أن القانون البريطاني حظر منذ عام خمسة وثمانين ختان البنات، فإنه من المعتقد أن يكون بعض الآباء يمارسونه بشكل متستر
وتقول منظمة فوروورد إنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة عن هذه الممارسة في بريطانيا نظرا لسمك جدار الصمت المحيط بها، لكنها تضيف أنه ثمة أدلة على أن هذه العادة تشهد تزايدا مطردا

<>
نحو مئة وثمانية وثلاثين مليون امرأة وفتاة من مختلف أرجاء العالم قد جرى ختانهن
المنظمة العالمية للصحة
وتعمل السيدة بدر التي حصلت على اللجوء السياسي في بريطانيا منذ عام سبعة وتسعين، على تعريف النساء المختَّنات بالخدمات الصحية التي يمكن أن يستفدن منها
إلا أنها أشارت إلى أن العديد من النساء لا زلن يعتقد أن الختان أمر ضروري
وتقول: إن ممارسة الختان هنا أمر مفروغ منه، لكنهم في بعض الأحيان يأخذون الصغار إلى السودان. إننا لا نستطيع إقناعهم بأن هذه العادة سيئة وأنه يتعين عدم تعريض فلذات أكبادهم للخطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق